الجمعة، 23 نوفمبر 2012

هل سيتعلم الإخوان من هذا الذئب ؟

 
 
 
 
 
 
 
حكاية الذئب و الكلب :يحكى أن ذئبا في الغابة ظل جائعا ليومين , ثم قرر الذهاب إلى القرية المجاورة للغابة عله يرى فيها و يصطاد ما يسره , فما أن وصل مدخل القرية حتى رأى كلبا سمينا منعما يحرس احد البيوت و يحمي ممتلكات صاحب المزرعة فهم الذئب لينقض على الكلب ثم تراجع عن ذلك خشية أن يحدث ضجة و يهجم أصحاب المزرعة فيقتلوه , فما كان منه إلا أن ذهب للكلب و يحاوره , فقال الذئب للكلب : صباح الخير , ما أجملك أيها الكلب و ما أروعك !!
فرد الكلب : أهلا بك , يمكنك أن تكون مثلي سمينا مرتاحا منعما بدل أن تكون هزيلا هكذا . فرد الذئب بلهفة : و كيف ؟؟
قال الكلب : : شيء بسيط جداً، ما عليك إلا أن تمنع اللصوص وتطارد المتسللين والمتسولين والدخلاء، وأن ترضي سيدك وتتبعه وتأتمر بأمره وسيكون لك كل ما تريده من فضلات الطعام واللحم، وبعض من المرح !!
راح الذئب يتخيل تلك العيشة المنعمة الرغيدة و صار يفكر في قطع اللحم اليومية التي ستأتيه بالمجان ثم فجأة شاهد الذئب عنق الكلب خاليا من الشعر , فسأله : ما هذا يا صديقي ؟ فرد الكلب : لا شيء , ليس بالأمر المهم !! ثم كرر الذئب السؤال : بل اجبني . قال الكلب : هذا من تأثير الطوق الذي يضعه سيدي في بعض الأوقات .
قال الذئب : هل هذا يعني أنه لا يمكنك أن تجري وأن تذهب إلى حيث تشاء ومتى تشاء؟ فرد الكلب : حسناً، ليس دائماً.. ولكن .. ولكن.. لا يهم.. هل لهذا أهمية أيها الذئب؟ فرد الذئب و هو يهم بالعودة من حيث جاء : انه مهم جدا أيها الكلب !! فأنا لن استبدل حريتي بشيء من فضلات الطعام !!


هل سيتعلم الإخوان من هذا الذئب ؟
لا شك أن أسهل شيء عند فرد في البلاد العربية و الإسلامية أن يصبح مسؤولا أو ذا مكانة !! و ترجع سهولة هذا الأمر إلى خطوات بسيطة أولها التجرد من مبادئك ثم التنازل عن كرامتك و دينك ثم مصاحبة المتسلطين ثم المدح و التبرير لهم , بذلك عاجلا أم آجلا ستصبح منهم , هذا على مستوى الفرد . و إذا استعملنا النظرية النسبية هنا , نسبة و تناسب , من السهل على أي جماعة أن تصبح في الحكم !! و بنفس الخطوات الفردية , إضافة إلى الارتباط بالغرب و بالذات أمريكا و كسب رضاها , فان تلك الجماعة ستصبح في الحكم .
و إن نظرنا اليوم إلى واقع التغييرات في البلاد العربية نجد أن الإخوان هم بالحكم , و طبعا لن يجادل مجادل أو يقول سفيه بأن الإخوان أتوا إلى الحكم رغما عن أمريكا ,وما تلك الانتخابات إلا مسرحيات هزلية لا تنطلي إلا على من يريد أن تنطلي عليه .


الإخوان في مصر يأكلون بنعيم و رفاه مقابل أن يؤدوا دورهم الذي أوكل لهم , و ما حماية الحدود الصهيونية بحكاية تخفى على احد, و ما احترام الاتفاقيات مع العدو بأمر يخفى أيضا . و ها هم الإخوان في تونس تجردوا من كل مبادئهم الإسلامية , حتى أصبحوا علمانيين أكثر من العلمانيين أنفسهم , إذ لا وجود للشريعة و مفاهيمها و تفاصيلها أي شيء في الحكم عندهم , و لا حتى طالبوا بها أصلا , إضافة إلى أنهم يحاربون من يطالب بها . و السؤال ما السبب الذي دفع " الإخوان المسلمين " تلك الدعوة التي يقولون عنها (ربانية ) إلى ترك كل ذلك ؟؟ و السؤال الأهم : ما الثمن الذي قبضوه ؟؟ انه الحكم يرعاك الله .
و سؤال إلى إخوان غزة "حماس" , أي أمر جلل دفعكم إلى القبول بحل الدولة على أراضي 67 ؟ و أي ثمن قبضتموه تجاه ذلك ؟؟ و أين الشريعة في حكمكم ؟؟
و نوجه السؤال الآن إلى إخوان الصومال , ما الذي دفعكم إلى الاتجاه نحو الغرب و الاتجاه نحو الاتحاد الإفريقي لمحاربة " المتشددين" ؟ بعد أن كنتم ضمن المحاكم الإسلامية و تقاتلون في سبيل الله . و ما الثمن الذي قبضتموه ؟؟ انه الحكم و السلطة .
بالمقابل , ما الذي دفع حركة طالبان إلى خسارة الحكم في أفغانستان ؟؟ طبعا هم خسروا الحكم و لكن ربحوا الدين , و إن شاء الله الدنيا أيضا . و لماذا لم تساوم طالبان على الشريعة ؟ و لماذا رفضت حتى الجلوس مع الأمريكان ؟؟ مع أن قضية الحكم و إعادته لطالبان أسهل كثيرا و اقل كلفة من الذي فعلتموه , ما عليهم سوى الرضوخ لأمريكا و سيسمحون لهم أيضا بتطبيق الشريعة التي لم تذكروها أصلا في حكمكم . و لكن ما قيمة تطبيق الشريعة من دون حرية ؟؟ القضية ليست قضية شريعة أصلا , هي الحرية ثم الشريعة , لان الشريعة تحت الأسر و القيد لا تفيد و اسألوا السعودية إن شئتم !! إذا فالمقصد هي الحرية التي أدركها الذئب , فهل ستتعلمون من الذئب ؟؟

هناك تعليق واحد: